الاثنين، 9 فبراير 2015

محيط من الأماني والأحلام في العام الجديد

محيط من الأماني والأحلام في العام الجديد

صحيح أن العام الميلادي ليس عامنا، وإنما عامنا هو الهجري الذي يجب أن نرتبط به ونؤرخ لزماننا بأيامه وشهوره وسنواته، إلا أننا بتنا نبحث عن سبب لنتمنى ونحلم بغد أجمل وأفضل من اليوم الذي نعيشه، لا أدري، أأطلق العنان للأحلام والآمال لتأخذني إلى أين شاءت، أم أحصرها في الاحتمالات التي يمكن أن تتحقق غداً أو بعد غد... وكما هي عادة البشر فأمانينا وأحلامنا تفوق حتى العمر المحدد الذي تنحصر حياتنا فيه.

أول أمنية لي هي أن يعم الأمن والسلام والحرية والعزة والكرامة جميع بلاد المسلمين، فلا يعود هناك مظلومون أو قتلى أو جوعى أو مشردون أو أسرى أو أطفال متألمون محزونون أو نساء مهددات.

أحلم بأن أفيق غداً فأجد أن بإمكاني أن أجمع أبنائي وأمتعتي ثم أدير مفتاح سيارتي وأنطلق إلى يافا، حيفا، عكا، قيصارية... فأستمتع بالبحر الذي أعجز عن آتي بكلمات تصف مدى حبي له والذي لم نعد نستطيع الاستمتاع به أو رؤيته إلا في التلفاز أو على الإنترنت على الرغم من قربه منا كوننا دولة ساحلية...

وأحلم أيضاً بأن أزور غزة الحبيبة كما كنا نزورتها قبل انتفاضة عام 1987، كما نزور طولكرم ونابلس ورام الله. فمن كان يرغب بالذهاب لغزة قبل ذلك التاريخ، ما عليه فقط إلا أن يذهب إلى مجمع الكراجات في قلقيلية وينتظر حتى تمتلئ السيارة بالركاب وينطلق إلى غزة... من دون تصريح دخول أو حواجز... اذهب أينما شئت ومتى شئت وابق ما شئت...فالبلاد بلادك، والأرض أرضك.
القدس... نور العيون... أحلم أن أمرغ جبيني بثراها في سجدة طويلة أسجدها في ساحات مسرانا... ثم أكحل عيوني برؤية أزقتها وبيوتها ومتحفها وحائط البراق والمسجد المرواني وقبة الصخرة وأشجار الزيتون والسرو والصنوبر البري في ساحاتها... فأستحضر التاريخ... فألمح ظل عمر بن الخطاب وظل صلاح الدين الأيوبي فيها فاتحين، وأقيم الليل فيها بركعات طويلة تجعلني أغيب عن الدنيا ومتاعها الزائل... ليوقظني أذن الفجر فيها.

وأحلم بأن أجد الأمن والأمان في بلادي... فأقل وأكتب وأفكر كما أشاء وأعبر عن رأيي بحرية من دون خوف من اعتقال أو اضطهاد أو فصل من العمل على خلفية الانتماء السياسي، ودون أن أجد من يرصد حركاتي وسكناتي فيحللها ويفسرها ويصدر الأحكام بناءً عليها... فلا أخاف أن يقتحم بيتي في ظلام الليل فيفتش وتصادر منه بعض الممتلكات التي تستعمل شهود ضد حسن نيتي وسلوكي.
وأحلم بأن يستطيع أبنائي الالتحاق بالجامعات بشكل مجاني ويختارون التخصص الذي يرغبون والذي يتوافق مع قدراتهم دون أن تقف الرسوم الدراسية جداراً منيعاً تمنعهم من الدراسة والتحصيل العلمي والتقدم والتطور.

وأحلم بأن يجد الأشخاص ذوي الكفاءات العلمية والعملية في كافة التخصصات –أمثالي وأمثال غيري- مكاناً يليق بهم في هذا الوطن فيحصلون على ما يستحقون من تقدير واحترام، ويتركوا لينتجوا بحرية من دون أن يشغلهم السعي وراء لقمة العيش، فيتقنوا ويبدعوا ويكونوا سبباً في تطورنا ونهضتنا واستعادة موقعنا المتفوق بين الأمم.

كما أحلم أن أجد شوارعنا ومدارسنا وجميع مرافقنا العامة قد غدت نظيفة تكثر فيها الملاعب والمساحات الخضراء التي يعتني بها المواطنون ويحافظ عليها الأطفال كما يحافظون على حاجياتهم الشخصية فتصبح جميع بلادنا حديقة عامة جميلة.

بالإضافة إلى كل ذلك أتمنى أن تكون جميع النساء في بلادي مثقفات واعيات يعملن من أجل إخراج أجيال من العظماء والمبدعين والمنتمين لهذا الدين والوطن، متفوقين في كل مجال يخوضوه، فيرتفع اسم فلسطين عالياً ويستعيد الإسلام مكانته كقائد لجميع الأمم.

أحلامي وطموحاتي كثيرة بل أكثر من أن يتم حصرها...



د. زهرة وهيب خدرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق