الخميس، 1 يناير 2015

هل يمكن للظلم أن يدوم؟؟؟؟



هل يمكن للظلم أن يدوم؟؟؟؟

انظروا حولكم... ما أكثر الظلم! ما أبشعه! وما أكثر أهله- من خلال الجانبين؛ الضحايا والظالمين!! فهو يؤذي الكثيرين... يؤلمهم يقتل آمالهم وأحلامهم... وفي الكثير من الحالات يجهض أرواحهم... نرفع أيدينا إلى السماء وننادي رب العدل: يا الله خفف عنا... أنصفنا... 

هو يسمعنا... ويجيبنا ولكن حينما يحين الوقت... ولكننا عجولين، نحب أن يتغير كل شيء في لحظات... نطلب أن نُجاب بسرعة، بمجرد أن ننادي... ولكن هذه ليست سنة الله... فلكل شيء زمان مكتوب. 

حسناً... ما المطلوب منا الآن وسط هذا الظلم الذي عم الآفاق وغيَّر النفوس؟ المطلوب هو الصبر!! الصبر والثبات على الحق... فكلما زادت الصعاب وتآزرت المصائب اقترب النصر... فأشد ساعات الليل ظلمة هي الساعة الأخيرة التي تسبق بزوغ الفجر...
ألم يقل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم" سيأتي زمان على الناس يكون القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر"؟ لماذا يا سيد الخلق والمرسلين؟ لماذا يجب أن نقبض على الجمر لنكون من أهل الحق؟ لماذا هذا الأذى والعذاب؟ ألا يُجدي أن نكون من أهل الحق دون ذلك؟ 

لكي تقول عن نفسك إنك من أهل الحق لا بد وأن تمتحن فتنجح في الامتحان... فإن نجحت فأنت منهم وإن رسبت فأنت من الطرف الآخر... ففي وقت الراحة والأمن الجميع يعتبر نفسه من الصنف الأول... ولكن الاختبارات الصعبة هي التي تكشف الحقيقة من الزيف.

فالجمر في هذه الأوقات العصيبة هو الظلم بأشكاله شديدة التنوع والاختلاف... فأن تكون ثابتاً على الحق مُتَحَمِلاً الأذى في سبيله -عسى الله يرضى عنك- ستُحرق بالجمر... وستكتوي بنار الظلم... ستُحرم من الكثير من الأشياء التي لا بد منها لتشعر أنك إنسان له طموح وآمال... فأحلامك مصادرة... وطموحاتك سجينة... ورغبتك في تحقيق ذاتك من المحرمات!! أرجوك لا تشعر باليأس فكثيرين غيرك محرومين من كل شيء حتى الأشياء الأساسية في الحياة، والتي لا يمكن العيش من دونها؛ كالبيت الذي يأويهم، والأسرة التي تضمهم، والدخل الثابت الذي يسد رمقهم ويلبي احتياجاتهم، إذن أنت أفضل حالاً منهم... 

لا تتحسر على الظلم الذي يحيط بك... بل قاومه... لا تقف ساهماً سلبياً... بل تحرك وانفض الغبار عنك... بادر للعمل... طور نفسك... ضع الأهداف التي تريد تحقيقها في حياتك، لا تنتظر وظيفة أو رأس مال... اعمل بما يتوفر بين يديك مهما كان... لا تلقي اللوم على الظروف أو الآخرين. 

وكلما وجدت طريقاً مسدوداً غيِّر الطريق وجِد مسلكاً جديداً تستطيع المرور منه... وإن سُدت كل الدروب افتح ثغرة في إحداها... فأنت لست شخصاً عادياً... لأنك مسلم ولديك الكثير الذي تستطيع تقديمه... 

تسلح بالإرادة الصلبة والإيمان بالله... وذكر نفسك دائماً أن الله معك... لأنك تعيش من أجله... وتموت من أجل رضاه... ارفع يدك وقل يا الله... اطلب منه ما تريد... فهو معك.. يسمعك ويستحي أن يردك خائباً.. اشحن معنوياتك دائماً بتذكرك لهدفك الرائع الذي ينتظرك هناك في نهاية الطريق... حينها ستهون الصعاب... ويتضاءل الظلم... وانظر إلى الخطوات العظيمة التي خطوتها إلى الأمام لا تستهين بها، فهي التي باتت تقربك من هدفك... 

اكتب ورقة وعلقها في مكان تستطيع رؤيتها باستمرار... تحدث فيها عن نفسك كيف كنت عند بداية الطريق... وأين وصلت بعد شهر وبعد عدة أشهر وبعد سنة وبعد عدة سنوات... ولاحظ الفرق... فأنت تتقدم إلى الأمام وتقدم للآخرين مما أنعم الله عليك من القدرات التي تختلف كثيراً باختلاف الأشخاص...

وحتى نلتقي في المقال القادم بإذن الله... لا تستسلم للظلم... حدد أهدافك... وابدأ بكتابة ورقتك... وانطلق للعمل... فهناك الكثير بانتظارك...

د. زهرة وهيب خدرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق