الخميس، 5 مارس 2015

كتاب الذاكرة البشرية أسرار وخفايا

كتاب "الذاكرة البشرية-أسرار وخفايا"
تأليف الكاتبة والباحثة الفلسطينية الدكتورة زهرة خدرج.
الطبعة الأولى 2015.


عنوان الكتاب "الذاكرة البشرية-أسرار وخفايا"
عدد الصفحات 224 صفحة.
الناشر دار الراية للنشر والتوزيع/ عمان الأردن.

يفتتح الكتاب مقدمته بقصة حزينة مشوقة، تبين قصور الذاكرة البشرية وخاصة عند التعرض للضغط النفسي، ثم يبدأ بعد ذلك الفصل الأول "قبل أن نبدأ... تعرف إلى دماغك"، باستعراض أجزاء الجهاز العصبي المركزي ووحدته البنائية "الخلية العصبية"، ويركز بشكل خاص على، الجهاز الحوفي لأهميته في عملية تخزين الذكريات وأرشفتها، وعلى شقي الدماغ.
كما تتبع الفصل الأول أيضاً علاقة الدماغ البشري والقلب من خلال الدراسات العلمية، والتي ترجح وجود نظام عصبي خاص بالقلب، تجعله قادراً على تخزين الذكريات. وعُرضت في الكتاب حالات لأناس تم تلقيهم لأعضاء مزروعة "قلب" وتذكروا أحداث حدثت مع المتبرع وأخبروا من حولهم بها، ولم يكونوا على علم بها نهائياً قبل تلقيهم للأعضاء المزروعة. وينتهي الفصل الأول بتوضيح الفروقات بين العقل والدماغ، فالعقل شيء والدماغ شيء آخر، وليس كما يعتقد البعض بأنهما شيء واحد.
يحمل الفصل الثاني عنوان "الذاكرة البشرية"، ويغوص في أعماق الذاكرة البشرية، فيجيب على مجموعة من الأسئلة منها: أين تقع الذاكرة البشرية، وكيف تطورت علوم الذاكرة منذ أقدم الحضارات مروراً بمحطات تاريخية مختلفة، وما هي العلاقة بين الحصين والذاكرة، وما هي الذاكرة المكانية وما هي أسرارها، وكيف تعمل الذاكرة.
ويُفَصل الفصل الثاني مخازن الذاكرة الثلاث وميزاتها؛ الذاكرة الحسية، والذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة طويلة المدى، وكيف تنتقل المعلومات من نوع من المخازن إلى آخر وكيف تعالج حتى تصل إلى الحفظ والتخزين لفترات طويلة ليتم استرجاعها بمجرد استدعائها والحاجة إليها، وكيف يتم استرجاع المعلومات، وآليات التذكر، وبعض المشاكل التي تواجه عملية التذكر، فتجعلنا ننسى المعلومات. كما ويتطرق أيضاً إلى النسيان، وأسبابه، والفترات الزمنية التي يجب أن نذاكر فيها المعلومات لنحفظها في الذاكرة طويلة المدى ونبعد عنها آفة النسيان. يَستشهد الفصل بالعديد من القصص الواقعية والوقائع التي تؤكد على صحة المعلومات العلمية الواردة فيه.
هذا الفصل تحديداً يساعد القارئ على تكوين قاعدة معرفية جيدة حول طريقة تخزين المعلومات وطريقة استرجاعها والمشاكل التي تحيط بكل من هاتين العمليتين، الأمر الذي يحتاجه كل شخص مَعْني بتقوية ذاكرته، ومهتم بالاحتفاظ بالمعلومات لفترات طويلة كطلبة الثانوية العامة خاصة، وطلاب العلم بشكل عام، وكل من يبحث عن التميز والنجاح، لأن الذاكرة القوية هي أحد الأسس التي يرتكز عليها النجاح.
أما الفصل الثالث وعنوانه "مشاكل الذاكرة-أمراض تصيب الذاكرة فتسبب ضعفها وفقدانها"، فيتناول بالتفصيل مجموعة من الأمراض التي تؤثر في الذاكرة البشرية فتضعفها في البداية وقد تقضي عليها في نهاية الأمر، ومن تلك الأمراض؛ خرف الشيخوخة (الزهايمر)، ومتلازمة كورساكوف، وصرع الفص الصدغي، والالتهاب الدماغي الناتج عن فايروس الهربس، والسكتة الدماغية، وتوقف التنفس خلال النوم. يسهب هذا الفصل في وصف تلك الأمراض، وأسبابها، وعلاجها (إذا كان هناك علاج)، وطرق الوقاية منها، وكيفية ومدى تأثيرها في الذاكرة.
 الفصل الرابع والأخير في الكتاب حمل عنوان" بعض الأسئلة حول الذاكرة-أشياء أخرى لها علاقة بالذاكرة" ويجيب هذا الفصل على العديد من الأسئلة الشائعة حول الذاكرة، مثل: هل يؤثر النوم في عمل الذاكرة؟ وهل ممكن للأدوية أن تؤثر في الذاكرة؟ ولماذا لا نتذكر طفولتنا المبكرة؟ وكيف تحافظ على ذاكرتك؟ وما هو ذكاء الذاكرة؟ وكيف أساعد نفسي على التذكر؟ وهل تبقى الذاكرة بعد الموت؟ وما هو وهم الحقيقة (أو وهم تصديق المألوف)؟ وما هو وهم المعرفة؟ ويتناول هذا الفصل بإيجاز سيرة الداعية الدكتور عبد الرحمن السميط (رحمه الله) مثال حي لرجل قضى حياته من ألفها إلى يائها في سبيل الدعوة لله، فأسلم على يديه ما يزيد عن 11مليون شخص، وقضى حياته بين أدغال إفريقيا داعياً لله، حتى في شيخوخته، ولم تضعف عزيمته أو ذاكرته، فلم يصاب بخرف الشيخوخة بسبب الفراغ النفسي والعقلي، بل بارك الله له فيها، ولم يبحث عن الأعذار لنفسه ليقعد عن عمل الخير، فكان بحق رجلٌ بأمَّة.
يضم الكتاب الكثير من الدراسات والأبحاث التي لها علاقة بالذاكرة الإنسانية والتي تجيب على تساؤلات أشغلت بال البشر لفترات طويلة من الزمن ولم يكن بالإمكان إجرائها بسبب عدم توفر التقنيات الحديثة مثل صور الرنين المغناطيسي والصور الطبقية ثلاثية الأبعاد وغيرها. كما يضرب الكثير من الأمثلة الواقعية التي نواجهها ولا نجد لها تفسير في حياتنا اليومية حول قضايا التذكر والنسيان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق