الجمعة، 29 مارس 2019

"إنسان عربي"


"إنسان عربي"

نتيجة بحث الصور عن قهر
عن العربي المقهور داخلي أكتب، عن ذلك المسحوق الذي قدِم إلى دنيا تمتهن كرامة الإنسان دون ذنب منه. نما وترعرع، وأخذ يبصر الدنيا بعيون طفولية وبراءة، ولكن عندما كبر وجدها تكشر عن أنياب لم يعرفها، أو حتى يعتقد بوجودها.. وتبرز مخالبها القاسية.. هو لم يرتكب إثماً، فقط هو إنسان ولد في بلاد العرب، ولسانه نطق لغتهم دون إرادة منه، هو عربي رضع الحرية والكرامة مع حليب أمه، فوجدها تتقدم على كل شيء، حتى على حياته.. هو يأبى أن يكون عبداً.. كيف يكون ذلك وقد خلقه الله حراً؟ رفض الإذلال الذي تفرضه عليه معادلات طاغية باغية سائدة في المجتمعات.
ومن دون أن يدري كيف أو لماذا وجد نفسه خلف جدران رطبة مقيته، تحجب عنه ضوء الشمس ودفئها، لا نوافذ فيها.. فقط هو باب معدني سميك، في أعلاه كوَّة محاطة بقضبان حديدية غليظة.. لم يعد يرى نور النهار.. فلم يعد يدري متى أتى يوم أو متى ولى في حال سبيله.. تشابهت الأوقات أمامه حد الجنون. غابت الحياة ومعانيها عنه.. حفلات التعذيب والإذلال والإهانة كانت قدره المكتوب، ودون أن يدري لماذا صدر الحكم بحقه.. السجن المؤبد.. صرخ:
-هذا ليس عدلاً.. لماذا؟ ماذا فعلت؟
-أنت إرهابي!.
-أنت تمس بأمن الدولة واستقرارها!
-ماذا تقولون؟ أحقاً أنتم عقلاء؟
-اتقوا الله أيها البشر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق