هل ننتظر الفرصة أم نصنعها؟
حتى يأتي التغيير، ويأتي زمان النصر والعزة، هل نجلس في
بيوتنا ننتظر؟ هل نترك لأنفسنا الفرصة بأن تغرنا الأموال والأولاد؟ أم نبادر نحن
لصنع التغيير والنصر؟ هل يا ترى إن قعدنا ننتظر... سيأتي النصر يدق أبوابنا يوقظنا
من سباتنا ليصحبنا مع زمرة المنتصرين؟
وأبدأ بتوجيه حديثي لك أختاه المسلمة الملتزمة بشرع
الله... هل تريدين أن تكوني من الصنف الذي ذكرته أعلاه؟ أم ستختارين الطريق الآخر؟
هل ستقفين جنباً إلى جنب مع جنود الحق تدعمينهم بكل ما تستطيعين من مال وولد وعتاد
وملابس وطعام؟ وتشاركين في صنع النصر وتحرير الأرض؟ أم ستبحثين عن الأعذار بل
وتختلقينها لتقنعي نفسك أنه لا مسؤولية عليك؟ فليقدم غيرك ما يستطيع لأنك لا
قِبَلَ لك بالمصاعب والتحديات، فلديك من المسؤوليات ما يكفيك بل ويفيض!
أذكرك... الطريق صعبة ووعرة وبحاجة للمرأة المسلمة التي
تفرض وتثبت نفسها في كل مجال من مجالات الحياة... وأرجوك... لا تنتظري أن يبحث عنك
أحد ويقدمك للمجتمع ويبرزك فيه... فلو كنت (لا سمح الله وحاشاك) مغنية أو راقصة أو
شيء من هذا القبيل فإن ذلك من السهل أن يحدث... ولكن إذا كنت من أهل الله، ومن
السائرين في درب الحق فلا تتوقعي أن تأتيك الفرصة أو تُعرض عليك، انظري أختاه حولك
إلى الأمثلة الواقعية؛ في هذا العصر؛ هل الفرصة (من نجاح وشهرة وتأثير) تعطى للمسلمة
المبدعة؟ أم أن الأبواب تُفَتَّح والفرصة تُتاح لمن تحارب الدين والقيم الأصيلة،
للمتبرجة السافرة والتي همها الدنيا والشهرة هي رأس سُلَم أولوياتها...
أختاه... كوني ممن يحملن الرسالة العظيمة ويؤدينها على
أكمل وجه، وشقي طريقك وسط الصخور الوعرة... فهناك الكثيرين ممن يحاولوا حجبك عن
مسرح الأحداث وتهميشك وإظهارك بصورة المتأخرة التي تختفي خلف الحجاب ولا تفقه في
أمور الدنيا... ولكن رغماً عنهم سنترك أثرنا في الوجود والنفوس فنحن بنات: خديجة،
وعائشة، وأسماء، وسمية، وخولة.. فاثبتي واصمدي وأبدعي ولنكرر أنا وأنت وهي هذه
النماذج الخالدة من النساء..
أختاه، انظري حولك وابحثي عن الأشياء التي تحتاج إلى
التغيير، بادري إلى عمل تؤدينه ينفع أمة الإسلام فتحتجين به أمام الله يوم تقفين
بين يديه للحساب، لا تسمحي للفراغ أن يتسلل إلى حياتك، فوقتنا أثمن من أن نهدره في
لا شيء أو في عمل أشياء تافهة.
المسجد الأقصى في خطر، وجوده مهدد، هل سألت نفسك ما
واجبي تجاه المسجد الأقصى؟ وأرجوك لا تقولي: أنا بعيدة جداً عن المسجد الأقصى لا
أستطيع الوصول إليه! أينما كنت على هذه الأرض تستطيعين نصرة المسجد الأقصى وتقديم
أشياء مفيدة له، لن أقول لك كيف أو ماذا ولكني أقول لك فكري وابتكري الطرق التي
تنصرين بها المسجد الأقصى.
أود قبل أغدرك أن أذكرك بأن هناك أفراد من اليهود يطوفون
العالم يجمعون تبرعات " دولار لأجل إسرائيل" لأجل إقامة هيكلهم المزعوم،
ربما تقولين وماذا يفعل دولار... فهو لا يبني سقيفة حتى يبني هيكلاً، ولكن المسألة
خطيرة، فهم يقومون بربط يهود العلم أجمع بأرض الميعاد معنوياً حتى لا تسحبهم
الحياة في صخبها ومشاغلها فينسون تعاليم دينهم وعقائدهم، على الرغم من أن عقيدتهم
مشوهة ودينهم محرف ومزور.
فماذا علينا أن نفعل نحن... أصحاب الدين الصحيح والعقيدة
الحقة (أتباع سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم) لنصرة ديننا وتغيير
الواقع المر الذي نعيشه الآن؟
د. زهرة وهيب خدرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق