كيف
أصبح مبدعاً؟
كم
يعجبني المبدعين، فهذا كاتب يسوقك إلى عالمة الخاص ويسحرك بأفكاره كلامه، وهذا
مهندس يبهرك باختراعاته التي تسهل الحياة للبشرية، وهذا طفل ينشدك ويطرب روحك
وآذانك بصوته الجميل وكلامه العذب، وهذه فتاة تجذب روحك برسوماتها التي تصور
الحياة والحوادث كما تراها هي بعين الفنان المبدع، وهذا يكتب أسماء الله الحسنى
على حبات العدس، وهذه تتحفك بأطيب الأطعمة، وتلك ترسم على الماء، وذاك يشكل
الزجاج... وهكذا. فهل يا ترى أستطيع أن أصبح واحداً من بين هؤلاء؟
الإبداع؛
أن تأتي بأشياء جديدة لم تكن موجودة سابقاً من أشياء تتوفر بين يديك، أو أن تعيد
ربط أفكار وأشياء موجودة لتأتي بجديد. هو موهبة يمتلكها الجميع، على الرغم من عدم
معرفة أغلب الناس بوجودها، بل تراهم يتمنون امتلاكها. الإبداع جزء من إحدى قدراتنا
العقلية التي يصعب حصر عددها، فكلما دربنا عقولنا أكثر عليها، أبدع واستخرج من
كنوز الإبداع المدفونة في ثناياه. ويتميز المبدعون بالصبر والمثابرة على تكرار
المحاولات حتى تصل إلى أفضل ما تطمح إليه، والخيال الواسع، والتفكير العميق،
وتجاهل المثبطات. فكيف ندرب عقولنا على الإبداع والابتكار؟ إليك هذه الخطوات التي
تنير طريق الإبداع أمامك:
§
كن
صاحب هدف عظيم.
§
احلم
واطمح أن تصل إلى ما تريد، آمن بحلمك وبقدرتك على تحقيقه، كن مستعداً للموت في
سبيله... فإما الحياة بتحقيق الحلم، أو الموت دونه.
§
اقرأ
وثقف نفسك، فالقراءة توسع آفاقك، وتلفت انتباهك لما خفي عنك، وتساعدك أن تكمل بناء
ما بدأ به غيرك من البشر.
§
اشغل
نفسك دائماً وركز تفكيرك في المجال الذي ترغب في إيجاد حلول مشاكل له أو ترغب في
أن تكون مبدعاً فيه، وخاصة في الفترات التي تكون فيها وحدك ولا يشغلك شاغل آخر،
مثل: خلال التنقل في المواصلات العامة، قبل النوم...الخ.
§
اجعل
من قلمك ودفتر ملاحظاتك صديقين يرافقانك أينما ذهبت، دونِّ الأفكار الجديدة على الدفتر
بمجرد أن تخطر على بالك، لأن الأفكار الرائعة لا تستأذنك قبل أن تأتي، كما أن
النسيان يترقبها بالمرصاد إن لم تدونها.
§
لا
تستخف بأفكارك ولا تحاول إقناع الناس بها منذ البداية، ولا تعبأ بالعبارات السلبية
التي يصف الناس بها جهدك، فالكثير من الأفكار نظر إليها الناس على أنها محض جنون
عند ولادتها، ولكنها أصبحت إبداع غير مجرى حياة البشرية بعد ذلك، ألم تحاكم
الكنيسة جاليلو في القرن السابع عشر الميلادي عندما قال إن الأرض تدور حول الشمس (وهو
الذي أثبته العلم بعد ذلك) واتهم بسبب ذلك بالهرطقة؟
§
اعرف
نفسك واحترمها، اكتشف قدراتك، حدد نقاط قوتك وضاعف من قوتها، وحدد نقاط ضعفك وتغلب
عليها، وآمن أن بإمكانك القدوم بأشياء لم يأتي بها أحد من قبلك.
§
طور
أسلوب خاص بك في كل ما تقوم به ولا تقلد الآخرين، إذا كنت تريد أن تكون مبدعاً
فريداً من نوعك.
§
سخر
الإمكانيات المادية التي تتوفر لك مهما كانت بسيطة، فالتميز لا يحتاج إلى أدوات
ثمينة أو معقدة ليظهر للوجود.
§
سخر
طاقاتك لتحقيق حلمك، الذي لن يصبح حقيقة وأنت تهدر الساعات الطويلة أمام التلفاز،
أو على الفيس بوك، أو تنام وترتاح في أوقات فراغك، فهو يحتاج إلى الكثير من الوقت
ليصبح واقعاً تراه بعينيك.
§
غير
الزاوية التي اعتدت النظر من خلالها للأمور المختلفة، فكر بطريقة أخرى، جدد همتك
وعزمك... ولاحظ الفرق.
§
خض
التحديات، وثابر، ولا تستسلم، وستلاحظ التقدم الذي بدأت تحققه بعد مضي بعض الوقت.
§
بادر
إلى تنفيذ ما تفكر فيه، حاول، وإن فشلت فلا تيأس بل تابع محاولاتك حتى تنجح.
د.
زهرة وهيب خدرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق