فجر النصر يلوح من بعيد
أتلمح يا اخي الفجر ***جديد يبعث السحر
أتلمحه فتي النور*** مشبوب السنا بكر
أرى شعبي يعد الموت*** للأعداء و القبر
فهو الشعب الذي ظلموه*** إن سرا و إن جهرا
وقالوا لاجئ لما*** أضاعوا أرضه غدرا
ولكن يا أخي صبرا*** فشعبك لم يزل نسر
يحلق في سماء المجد*** يكتب بالدم النصر
فكم أردى من الأعداء*** كم في الساح قد كرا
غداً شعبي يعود إليك*** بعد كفاحه حرا
من وسط العتمة الحالكة... والحصار والتجويع والفقر، وشذى
دماء الطفولة المسلوبة التي لم تتوقف عن النزف، وركام البيوت المدمرة فوق رؤوس
ساكنيها، منذ وقت طويل (ليس فقط من بداية حرب العصف المأكول)... من بين كل تلك
الآلام وبعد ذلك المخاض العسير، ها هو ذا الفجر قد بدأ يولد، فيرقب سماء غزة من بعيد...
بدأت خيوطه الأولى بالتدفق... تنشر الأمل بالنصر القادم. فبشراكم أهل غزة رمز
العزة بالنصر الذي بات قريباً بإذن الله... فما النصر إلا صبر ساعة... وما نحن
محتاجون إليه الآن هو الصبر والثبات وإكمال الطريق مع المقاومة حتى النهاية...
والتي ستكون أوقاتاً صعبة ولا تقل ألماً وتضحيةً عن سابقاتها، فمن يحتمل أكثر
ويصمد لفترة أطول يكون بإذن الله هو المنتصر... وصبراً أهل غزة، فإن موعدكم
الجنة... وحماكم الله من المكائد والخيانات والمؤامرات التي تتربص بدمائكم
وثباتكم.
ها هي ذا هزيمة بني صهيون قد أصبحت ظاهرة للعيان،
فباستهدافهم للنساء والأطفال في هذا القصف القذر الذي يقومون به ليل نهار دون توقف
ما يثبت ذلك، فهم يعتقدون أن بإبادتهم للأطفال سيقضون على جيل المقاومة القادم
الذين سيذيقونهم المر، والذين سيحررون المسجد الأقصى من دنس الصهاينة بإذن الله.
وأذكركم فكل شيء يحدث الآن له امتداد في التاريخ الغابر،
فقد قام فرعون بقتل الذكور من أبناء بني إسرائيل حتى لا يخرج لهذه الدنيا الصبي
الذي سيدمر عرشه، ولنفس السبب يقوم الآن بني صهيون باستهداف الأطفال، حتى لا يخرج
من بينهم صلاح الدين الذي يطهر هذه الأرض (بمشيئة الله). ويستهدفون النساء؛ لأن
النساء هن مربيات الرجال والأبطال والمجاهدين في سبيل الله، هن من يغرس الإيمان وحب
الوطن في الأجيال القادمة، ويرشدنهم لطريق العزة والكرامة. فما دامت المرأة
الفلسطينية المسلمة، نقية وطاهرة فهي بخير وسنخرج من المعركة منتصرين بإذن الله.
والله أشعر بخجل شديد وأنا أكتب هذه الكلمات، خجل من
عظمتكم وصمودكم وصبركم رغم ضعفكم وقلة حيلتكم، وخذلاننا لكم وحبنا للدنيا وتقاعصنا
عن نصرتكم. ورغم قعودنا فإننا نحسدكم يا أهلنا في غزة على الخير الذي أنتم فيه،
فأنتم الوحيدون الأحياء هنا على هذه الأرض، فشهدائكم أحياء عند الله، والمقاومة
أحياء بالعزة والكرامة، والمرابطون أحياء بصمودهم وثباتهم وصبرهم، أما من تبقى؛ فهم
الموتى، الواقعون تحت ذل اليهود وذل المتعاونين معهم، يعيشون ويأكلون ويتزوجون
ويعمرون ويتعلمون... ويشاهدون الفضائيات لمتابعة أخباركم وهم جلوساً ينتظرون منكم
التقدم والتحرير والنصر على الرغم من أنكم أنتم المحاصرون المستنزفون. بل والأَمَّر
من ذلك، أن هناك من يحيك لكم المؤامرات وينتظر عثرتكم وهزيمتكم.
صبراً أهل غزة... فالنصر موعدكم... والجنة بانتظاركم...
فطريق الحق صعب جداً مفروش بالأشواك القاسية والصخور الضخمة... ولكنه الطريق الوحيد
المؤدي إلى العزة والكرامة وإعادة فلسطين لحمى الإسلام... وهو طريق جنة الخلد...
وهو طريق اللقاء مع نبي هذه الأمة قائد الأمة وسيدها محمد صلى الله عليه وسلم...
حماكم الله وأيدكم بنصره... وحفظ المقاومة من كل
مكروه...
د. زهرة وهيب خدرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق