الأربعاء، 26 أغسطس 2015

ماذا تقدم لأمتك؟؟

ماذا تقدم لأمتك؟؟


يقال إنه بعد الحرب العالمية الثانية شاعت بين اليابانيين مقولة: سأعمل لأسرتي 8 ساعات وسأعمل لليابان ساعة كل يوم، وجميعنا يعلم كيف تطورت اليابان وارتقت بعد الكارثة التي تعرضت لها بعد الهجوم النووي الذي قامت به الولايات المتحدة على اليابان، وأدى إلى تدمير مدينتي هيروشيما وناجازاكي، فاليابان لم تقعد مكانها ترثي الكارثة التي حلت بها، بها عمل شعبها بإخلاص وجد حتى عادت مرة أخرى كما كانت... بل أفضل مما كانت.

ونحن الفلسطينيون، أبناء الإسلام ماذا نقول؟ ماذا سنقدم لفلسطين لترتقي؟ وماذا سنقدم للإسلام لنعيد له العزة ونعيده قائداً للأمم؟ لا تقل وماذا يجدي جهدي، ما أنا إلا فرد واحد، رجل كبير في السن، أو امرأة في بيتها، أو طالب مدرسة أو جامعة، أو صبي في لهوه، أو شاب يسعى وراء رزق عياله... الخ... لا تقل هكذا، مهما كنت، وأينما كنت، ومن تكون، لا يهم كل ذلك... لا تخلي نفسك من المسؤولية...
فالأمة بحاجة لك ولجهودك... فماذا قدمت وتقدم لها؟ أتتقن عملك؟ أتربي أبنائك على الصلاح والفلاح وحب الدين والوطن؟ أتطلب العلم لله ولرفعة الأمة والوطن؟ أتشغل عقلك لينتج أفضل ما يمكنه لمنفعة الأمة؟ أتحفظ القرآن وتتعلمه وتطبقه في حياتك لله؟ أتقرأ وتتعلم السنة النبوية وتحيي السنن وتحض من حولك على إحيائها؟ أتصاحب الصالحين لتصلح بصلاحهم؟ أتتقرب من أهل الله حباً في الله وأهله؟ أترتدين أختي اللباس الشرعي الذي لا يصف ولا يشف وغير ملون أو مزركش أيضاً لله؟ أتطيعين أختاه زوجك وتتحببين إليه لله؟ أتحسنون إلى جيرانكم وتحافظون على شوارع نظيفة خالية من القاذورات والأذى لله؟ ماذا تقدمون لأمتكم؟؟ وما أكثر الأشياء التي يستطيع كل منا تقديمها لله وللأمة ليرقى المجتمع الإسلامي وينهض، حتى وإن كنت معدوم الإمكانيات، فابتسامة لطيفة تلقى أخاك بها وتجعل نيتك لله، لا تكلفك شيء، ولكنها ستسعد قلبك، وإلقائك السلام في الشارع على من تعرف وما لم تعرف أيضاً ليس بحاجة لإمكانيات مادية، ومساعدة طفل ليقطع شارع مزدحم بالسيارات لا يكلفك شيء ولا يضيع وقت... وما أكثر الأشياء البسيطة التي يمكننا عملها، ويكون لها عظيم التأثير في المجتمع الإسلامي.

بالله عليك... فكر دائماً وأشغل نفسك بهذا... لا تعش لنفسك فقط، لا تعش لتتعلم وتعمل وتتزوج وتنجب ويكون لك بيت وسيارة وأبناء متعلمين أغنياء... لا ضير في أن تمتلك ذلك... ولكن لا تعيش وتمضي حياتك لأجل تلك الأشياء فقط...
اجعل هموم امتك في دقائق حياتك، واجعل ما يعلي شأنها في أولوياتك المتقدمة... ولا تنسى بأنك ستقف في يوم من الأيام القادمة بين يدي الخالق فيسألك عن واقع الأمة البائس، ما الذي فعلته لتغيره للأفضل...

وتذكر... ليس من أمة الإسلام من يقف متفرجاً على ما يجري، مكتفياً بالحزن اللحظي وذرف بعض الدموع عندما يشاهد مناظر القتل والدمار والتشريد التي تقشعر لها الأبدان، أو يشعر ببعض الأسى عندما يشاهد تأخرنا وتقدم غيرنا من الشعوب غير المسلمة، بينما تراه يعيش باقي أوقات حياته وكأن شيئاً لم يكن... فتجده لا يشعر بمصائب الأمة إلا إذا أصبحت في عقر داره، فينطلق حينها صارخاً قائلاً: أين العرب؟ أين أمة الإسلام؟ كما يتكرر من مشاهد في كل يوم حيث تبقى الأمة نائمة ولا تستيقظ إلا عندما يلسعها لهيب النيران، وضرب السياط.

ويدمي قلبي أكثر أن أجد منا من يرفض متابعة أخبار العالم الإسلامي وما يحل به من مصائب بحجة أن قلبه ضعيف لا يحتمل تلك القسوة، فيحجب نفسه عنها ويعيش حياته بشكل عادي جداً متناسياً أن النار التي تحرق محيط الدائرة لا بد وأن تمتد إلى داخلها...
وقبل أن أغادركم أقول: ليفكر كل منا بما يستطيع تقديمه للأمه، وكونوا على ثقة أنكم تملكون الكثير... فقط الأمر بحاجة لهمة وعزم.


د. زهرة خدرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق