الجمعة، 16 سبتمبر 2016

إلى أين المفر

نتيجة بحث الصور عن ضياع الاحلام
إلى أين المفر؟؟
عندما تحاصرك الهموم، وتحكم قبضتها عليك الآلام، وتصبح الأيام نسخة واحدة تتكرر بنفس ذات الشكل واللون والطعم والأحداث المرَّة، لا شيء يتجدد فيها سوى الحصار والتضييق والفتك والكوارث التي تتوالى تترا، فتُرهق نفسك وتخنقك، وتصبغ الحياة في ناظريك بلون الليل الحالك... أتبكي؟؟ حيث لا يجدي البكاء ولا العويل... أتصرخ؟؟ وليس هناك من يسمع صرخاتك... أتهرب؟؟ ولكن إلى أين الهروب؟؟ إلى بلاد المهجر التي تضيق بكل جديد غريب مشرد جائع عاري منهك مرهق يطأ ثراها... أتجدد رحلة اللجوء من جديد؟؟ فإلى أين؟؟ أتعود لاجئاً مرة أخرى، ولكن هذه المرة خارج وطنك؟ وأنت الذي ولدت لاجئاً في وطنك بعد أن ضمتك والدتك في رحمها وهربت بك من قريتها إلى مدينة أخرى باحثة عن مأوى آمن، لتنقذك وتنقذ نفسها من فتك العصابات الصهيونية المجرمة التي لم تكن تميز بين طفل، ورجل، وامرأة، ومُسن...
ألم تعلمك الظروف والتجارب الصعبة التي مررت بها أن "المهاجم هو الأقوى"؟ وأنه" ما ترك الجهاد قوم قط إلا ذُلوا"؟ أنهرب ممن يقتلوننا ويظلموننا ويسرقون أرضنا؟ أنسترضيهم ونخطب ودهم بشتى السبل؟ وقد أثبتت الوقائع والأحداث السابقة أنه يستحيل إرضاؤهم، ما يرضيهم فقط هو أن ترحل عن أرضك وتملكهم إياها، فهم لا يريدوك حياً عليها، بل يرغبون بك إما ميتاً عليها، وإما راحلاً عنها، لاجئاً إلى غيرها... أنتفاوض معهم على العيش معاً بسلام جنباً إلى جنب؟ وهم قد أثبتوا لنا على مدار العقود السابقة أنهم لا يفهمون منطق السلام، فلا اتفاقيات تلجم جرائمهم، ولا معاهدات تقيد رغبتهم المسعورة بالسيطرة على كل شيء وصبغه بصبغة صهيونية سفيهة وماجنة، مغرقة بعقائد وطقوس وأساطير شاذة بعيدة عن المنطق والمفاهيم الإنسانية.
ألم تثبت الحروب الثلاث الأخيرة معهم أنهم لا يفقهون سوى منطق القوة؟ ألم يظهر جلياً أنه لا شيء يردعهم سوى معاملتهم بالمثل، والتفوق عليهم عقلياً وتكنولوجياً وعسكرياً؟
إذن هو البقاء في الوطن والتمسك به والدفاع عنه بكل ما نملك. فبقاؤنا عل ثراه مقاومين مجاهدين حتى الرمق الأخير هو الخيار الوحيد المتبقي، الذي يحفظ لنا كرامتنا ووجودنا. فأن تغرق في مياه بحر مالحة يصبُّها طغاة ظالمون ويحاصرونك بها داخل وطنك أكرم وأشرف ألف مرة من الوقوع ضحية خداع وغش مهربين في عرض البحر أو الغرق داخل قوارب مطاطية في محاولات بائسة للهروب لأوروبا، وإن لم يكن قدرك ينتظرك في عرض البحر، فربما يكون هناك بانتظارك على حدود دول أوروبا، يأتيك على يدي شرطة تتربص بك وتحاول جهدها لإذلالك والمساهمة في تشريدك ورسم مأساتك وتلوينها بألوان جديدة عساها تكون أكثر جاذبية لمن عملهم وهوايتهم المتاجرة بأمن البشر وكرامتهم.

إذن هو الثبات والصمود... والبقاء على سنة رسول الله وعلى طريق المقاومة مجاهدين منتظرين لإحدى الحسنيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق