الجمعة، 9 سبتمبر 2016

امرأة فريدة من نوعها... ورجل عظيم

امرأة فريدة من نوعها... ورجل عظيم
 في طفولتي كنت أكره كوني أنثى، ليس اعتراضاً على خلق الله ولكن لأني أرى تفضيل الذكور على الإناث والذي يكاد يكون في كل شيء، ليس من والداي، وإنما من المجتمع كافة.. ومن توفيق الله أنه جعلني لأب كريم النفس يؤمن بطموح الإنسان، فكان يدفعني للأمام ويشجعني قائلاً: "كوني شاطرة وأنا وراكِ"، ولأن أحلامي كبيرة تصل إلى عنان السماء حلمت كثيراً بان أصبح رائدة فضاء، وكم سمعت عبارات الاستهزاء والسخرية من زميلاتي ومن حولي في المجتمع، إلا أن ذلك لم يثنيني عن آمالي وطموحاتي. وكبرت.. وكبرت العقبات في طريقي ولكن؛ لم أكن أنا من تستسلم للمصاعب... كانوا دائماً يقولون لي: لماذا تتعبين نفسك، فأينما وصلت فمصيرك المطبخ!! ولهذا كنت وقتها أمقت الزواج لأنه جعلوني أفهم أنه أحد أسباب القضاء على الأحلام والطموحات، ولنفس السبب أيضاً كنت أمقت الطبخ وأرفض أن أتعلمه... فهما يتعارضان مع الطريق الذي خططه لنفسي... فأنا أريد أن أكون في القمة وليس في أسفل الوادي.. أنهيت الثانوية العامة بمعدل ممتاز... وأنهيت البكالوريوس بتقدير جيد جداً وانطلقت لعمل تخصص لأحصل على الدبلوم العالي ولا زالت فكرة الزواج مرفوضة تماماً لدي.. فأحلامي كبيرة يصعب حصرها في عش الزوجية الضيق... ولكن يشاء الله أن أرتبط بذلك الطبيب الإنسان الذي غير من مفاهيمي وقلب موازيني رأساً على عقب... ويُقَدِر المولى أن يكون زوجي ممن يؤمنون بالعلم طريقاً ويؤمنون بأن المسلم (رجلاً كان أو امرأة) مكلف من الله بحمل وتأدية رسالة عظيمة... فيحثني ويشجعني لأكمل طريق العلم والتميز... فأحصل على درجة الماجستير وأستمر في طلب العلم والقراءة والتعلم... فأعمل في جامعتين رغم ظروف انتفاضة الأقصى وإغلاق الطرق والحصار... فأثبت ذاتي علمياً وعملياً.. ليس من أجلي أنا بل لله ولرقي المجتمع. وترانا دائماً نذكر بعضنا بهذه الحقيقة التي تشحننا معنوياً وتجعل جميع الصعاب صغائر في نواظرنا.. فمن يعمل لله "لا تهينه شدة".

وأحببت كوني أنثى بعد هذه المحطات الكثيرة التي مررت بها، فقد أصبحت أماً أربي جيلاً أدعو الله أن يكون من الصالحين، فضلاً عن كوني زوجة تعمر بيتاً مسلماً بإذن الله.. ألم أقل لكم قبل قليل إنه قد غير مفاهيمي وقلب موازيني.. بل وأصبحت أحب الطبخ والمطبخ وأفخر بذلك إلى جانب تقدمي العلمي والعملي وتميزي بالكثير من الأشياء..
يقولون دائماً "وراء كل رجل عظيم امرأة".. وأنا أقول "إن وراء كل امرأة عظيمة رجل".. فالزوج العظيم الداعم ورائي هو الذي كان السبب في حصولي على درجة الدكتوراه.. كما أنه هو السبب في انطلاقي في تأليف الكتب وكتابة المقالات التي تحمل أفكاري ومبادئي التي بدأت تنتشر وأدعو ان تدخل كل بيت مسلم فينتفعوا بها.. فالرجل العظيم يأبى أن يتقدم هو ويترك شريكة حياته خلفه تتوارى في الظل.. بل يصطحبها إلى جانبه ويصعد معها سلم النجاح ويرتقي معها إلى القمة... فالمجتمع المسلم والحضارة الإسلامية التي نحن بحاجة لأن نبعث الحياة فيها من جديد بحاجة لرجال ونساء، ليسوا عاديين، وإنما فريدين من نوعهم، ليعيدوا بناء الدمار الذي أحدثته المفاهيم الخاطئة التي تمكنت من النفوس لفترات طويلة من الزمن.

وأذكركم قبل أن اغادركم.. أصعب بناء هو بناء الإنسان.. وأقوى الأسس هي تلك المبادئ والقيم التي تُغرس في النفوس.. فمن يؤسس ويبني بحق لا يقلق على ما بناه.. فالله هو خير حافظ..
قدم أنت ما بوسعك ولا تقل لن يجدي وليس ذا أهمية.. افعل أنت ما عليك واترك الباقي للخالق.
نتيجة بحث الصور عن ظل امرأة مسلمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق