الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

فلسطينية تروي حكاية الحب والوطن



فلسطينية تروي حكاية الحب والوطن
أكتب سطوري هذه لنفسي وعن نفسي، عن المرأة الفلسطينية في داخلي التي تحكي عشقها للدين والوطن... فأنا امرأة فلسطينية الأصل والمولد، من القدس... بل من يافا والنقب... أقصد من نابلس والخليل...أو من رفح وبيت لحم... وربما من قلقيلية وطولكرم... ومن خان يونس وطبريا ودير ياسين... في تراب فلسطين نبتُّ، ومن مائها ارتويت، ومع حليبها رضعت العزة والكرامة... حتى تغلغلتا في كل خلية من خلايا جسدي... لتصبحا جزءاً من تركيبي البيولوجي، فهل يا تُرى تستطيع أن تحذف جزءاً من تركيب خلايا جسمك، فتفصلها عنك وتستبدلها بتركيب آخر؟؟؟
أنا امرأة ترفض أن لا تكون في لب الأحداث، وجزءً من الأحداث، بل أريد دائماً أن أكون صانعة الأحداث... لا لشيء إلا لأنني امرأة مسلمة عربية فلسطينية... فجذوري التي تمتد في أعماق التاريخ المشرِّف، حتى تصل إلى سمية وخولة وأسماء وأم حرام وبقية النساء المسلمات المجاهدات بكل ما أوتين، تأبى عليِّ أن أخرج من صفِّهن فأكون أقل منهن...
أنا مربية المجاهدين، وأم الشهداء، وزوجة الأسير، وصاحبة البيت المهدوم لا لشيء إلا لأن ابني دافع عن حقه في أرضه وبذل دمه وروحه ليدافع عن المسجد الأقصى... لم يكن ابني يمتلك سلاحاً، فأخذ سكين مطبخ... شحذها وصنع منها سلاحاً يقض مضاجع بني صهيون... ويشعل شرارة انتفاضة تحرقهم بإذن الله... كنت أشعر بشيء ما يدور في خلده حاول كثيراً إخفائه عني، ولكن بريق عينيه كشف لي سره... لم أنبس ببنت شفه، بل حافظت على سره، وادعيت بأنني لم أفهم... ولكن قبل أن يمضي... ضممته إلى صدري استودعته الله الذي لا تغيب ودائعه... ودعوت الله له بالسداد والتوفيق... لم أسمح للدموع التي فاضت في نفسي حتى كادت تحرقها، بأن تنساب على وجنتي اللتين حفر فيهما الزمان المر خطوطه القاسية، في محاولاته المستمرة لكسر ظهري أو على أقل تقدير احناءه إلى الأمام... حتى لا أغرس بذور التردد في نفسه... شيعته حتى باب البيت قائلة له: رجل ما شاء الله... امضِ على بركة الله...
انطلقت بعد مضيه أُرتب البيت وأنظف باحته انتظاراً لعودته... ليس هذا فقط بل حضِّرت باقة من الورد الجوري الذي يحبه مهند لأضعها على صدره عندما  أستقبله شهيداً، وأزفه إلى عروسه في جنات الخلد... فأنا قد ورَّثته حب الدين والوطن مع جيناته التي شكَّلته وتحكمت في جميع صفاته... كل ذلك ولساني لا يفتأ يدعو الله له ولجميع المجاهدين في هذا العالم الظالم... وقلبي يتفطر حباً له... وخوفاً عليه...
لا تعتقدوا أنني أماً قاسية ترسل ابنها للموت دون أن تكترث... لا أبداً... فأنا أم حنون، لدي عواطف رقيقة جياشة أحب أبنائي جداً... ولكنني أحب لهم أن يعيشوا أحراراً بعزة وكرامة...
تابعتُ القنوات الفضائية بدقة وحرص شديد، لأشاهد مهند كيف غدا رجلاً يزلزل كيان الأعداء بأفعاله... ولم يخب ظنِّي فيه... شاهدته، وشاهد العالم أجمع بطولته وشجاعته وجرأته...

فهذا العربي الفلسطيني المسلم البطل ربته امرأة... امرأة فلسطينية حرَّة... ألم أقل قبل قليل بأن الفلسطينية لا تستطيع أن تكون متفرجة على ما يجري بل هي دائماً تكون صانعة للأحداث... فحب فلسطين يبقى المولد داخل نساء ورجال فلسطين يمدهم بالطاقة للاستمرار والتقدم حتى تحرير كامل تراب فلسطين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق